التخطي إلى المحتوى


الحالة النفسية للفرد تؤثر بشكل كبير على قدراته سواء في العمل، أو الإنتاج، أو التعامل مع الظروف الحياتية، لذا تحرص حكومة الإمارات بشكل مستمر على وضع تدابير وخطط للعناية بالصحة النفسية للأفراد ومعالجة المشاكل التي قد يمرون بها، إلى جانب إطلاق العديد من المبادرات التي تشمل المواطنين والمقيمين لتسهيل الوصول إلى خدمات الصحة النفسية.

أطلقت الإمارات، سياسة وطنية لتعزيز الصحة النفسية في الدولة، وحددت من خلالها خمسة أهداف استراتيجية رئيسة، شملت تعزيز فعالية الجوانب القيادية في مجال الصحة النفسية، وتطوير وتعزيز وتوسيع نطاق خدمات الصحة النفسية الشاملة والمتكاملة والمستجيبة للاحتياجات والموجهة للمجتمع بفئاته وأعماره كافة، فضلاً عن تعزيز التعاون متعدد القطاعات لتنفيذ سياسة تعزيز الصحة النفسية، وتعزيز الوقاية من الاضطرابات النفسية لفئات وأعمار المجتمع كافة، وتعزيز القدرات وتحسين نظم المعلومات، وجمع واستخدام وتفعيل البيانات، وإجراء البحوث الخاصة بالصحة النفسية بغرض تطوير خدماتها.

ومن بين الإجراءات والخيارات التي تضمنتها استراتيجية السياسة الوطنية للصحة النفسية كذلك، توفير خدمات الصحة النفسية للمرضى الخارجيين، وتطوير وحدات الصحة النفسية للمرضى الداخليين في مستشفيات الصحة النفسية، وإنشاء خدمات الصحة النفسية المجتمعية، ومنها خدمات التوعية، وخدمات الرعاية والدعم المنزلية، والرعاية في حالات الطوارئ، وإعادة التأهيل المجتمعي.

وتأكيداً على جهودها في دعم وتمكين أفراد المجتمع نفسياً، نالت الإمارات كأول دولة عالمياً،  شهادة “الآيزو” في إدارة نظام الصحة والسلامة النفسية للعاملين، حيث حصلت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ممثلة بمستشفى الأمل للصحة النفسية، على شهادة معتمدة لتطبيق المعيار القياسي الدولي (ISO 45003:2021) لإدارة الصحة والسلامة النفسية.

وجاء إعلان الحصول على هذه الشهادة بعد انتهاء فريق الخبراء المستقلين من هيئة التصنيف البريطانية “لويدز ريجستر”، من إجراء عملية تدقيق شاملة لكافة العمليات الإدارية والفنية بمستشفى الأمل للصحة النفسية والتأكد من تطبيق أفضل الممارسات والامتثال لضوابط المعايير القياسية الدولية “ISO 45003:2021”.

حلول رقمية

وفي عام 2019 أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عدداً من الحلول الرقمية في مجال الصحة العقلية والنفسية، لدعم وتمكين المرضى النفسيين من خلال البرامج العلاجية والتوعوية المتخصصة، بالإضافة إلى تدريب الأطباء الشباب على تجربة الواقع الافتراضي للتخصصات الطبية. وتشتمل هذه الحلول الرقمية على العلاج بمساعدة تقنية الواقع الافتراضي لفهم مرض انفصام الشخصية، والتعرف بشكل أعمق على ما يُعانيه المصابون بهذا المرض، وذلك بالاعتماد على تقنية (Gear by Oculus)، بالإضافة إلى تقنيات أخرى من الواقع الافتراضي لعلاج مرضى الذُهان، وضحايا التنمّر، والشباب المصابين بالوسواس القهري، فضلاً عن برنامج مبتكر للعلاج السلوكي المعرفي لتعزيز القدرة على التكيف والذي يتم تقديمه في المدارس الابتدائية.

جائحة كورونا

وخلال جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19” وما تعرض له بعض الأفراد من أزمة صحية واقتصادية، أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع خطاً مجانياً ساخناً 045192519 للحصول على الاستشارات النفسية والدعم النفسي لحالات القلق والتوتر المصاحبة لأزمة كوفيد-19.

كما تم إطلاق برنامج المساندة والدعم النفسي والمعنوي “حياة”، بهدف مساعدة موظفي الحكومة الاتحادية على التعامل مع الظروف الاستثنائية المرتبطة بكوفيد-19 وما يترتب عليها من ضغوطات وتحديات نفسية واجتماعية.

ويتيح البرنامج لموظفي الحكومة الاتحادية التواصل مع “لايف وركس” وهو مركز دعم معنوي ونفسي متخصص بتقديم الاستشارات والدعم في مجال الصحة النفسية والمعنوية وذلك بموجب اتفاقية التعاون المبرمة بين الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية والمركز.

خط دعم نفسي
ويوفر البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، خط الدعم النفسي 8004673 (800 HOPE) للأفراد المتضررين بصورة مباشرة أو غير مباشرة، من تبعات جائحة كوفيد-19، وذلك في إطار من الأمان والسرية التامة.

ومن خلال الوسم “#لا_تشلون_هم”، أطلق البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة حملة وطنية عبر الإنترنت لتقديم الدعم النفسي لأفراد المجتمع في ظل كوفيد-19، وذلك بالتعاون مع أكثر من 50 من الخبراء، و الأخصائيين النفسيين، و الملهمين في مجالات علم النفس، والدعم النفسي والاجتماعي والمهارات الحياتية.

برنامج ثقة
وأطلقت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية “برنامج ثقة” لدعم مقدمي الرعاية الصحية المتأثرين بوقوع حدث طبي جسيم غير متوقع للمريض، وهو برنامج يهدف إلى تقديم الدعم المعنوي والنفسي لهذه الفئة كونهم يمثلون “الضحية الثانية”، وذلك في إطار استراتيجية المؤسسة لتعزيز جودة الحياة في بيئة العمل وتسليط الضوء على محور تعزيز الصحة النفسية والذهنية، ونشر ثقافة تمكين الموظفين من تحقيق التطور الفكري والبدني والنفسي.

ويسعى برنامج “ثقة” الذي تم وضعه اعتماداً على أفضل الممارسات العالمية القائمة على الأدلة العلمية، لتعزيز حقوق مقدمي الرعاية الصحية في هذه الحالة، من خلال 5 قيم وركائز أساسية وهي، العدالة، والاحترام، والتفهم والتعاطف، والرعاية الداعمة، والشفافية.

Scan the code