تعد مناطق الغرب الأمريكي من أكبر المناطق القاحلة وشبه القاحلة في الولايات المتحدة. وعلى غرار العديد من الأنظمة العالمية الأخرى، فإن الأراضي الجافة في الغرب الأمريكي ليست مستثناة من الاضطرابات البشرية المتزايدة والتغيرات المناخية المتنامية بسرعة، ما يؤدي إلى تقليل التنوع البيولوجي عن طريق تقليل الموائل الأرضية المتاحة للنباتات والحيوانات، ويستوجب العمل على حماية الطبيعة وصونها من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، واستعادة التنوع البيولوجي.
ومن هنا، تأتي أهمية الدراسة التي نشرتها دورية «بيوساينس» بعنوان «إعادة بناء الغرب الأمريكي»، مشيرة إلى أن إعادة موائل الذئاب الرمادية والقنادس يمكنها إحداث تأثيرات بيئية قوية وواسعة النطاق، ومن ثم إحياء المنظومة البيئية من جديد.
ووفق الدراسة التي أجراها فريق بحثي بقيادة جامعة ولاية أوريجون، فإن القنادس تعمل كمهندسين بيئيين من الطراز الرفيع؛ إذ يمكنها بناء السدود لعمل مساحات من البِرَك المائية للعيش فيها.
وتقوم القنادس بنسج الأغصان معاً، وقطع الأشجار بأسنانها، وعزل البناء بالطين، كما تحفر القنوات لجلب المياه من المسطحات المائية الكبيرة إلى منطقة التغذية الخاصة بها، وبالتالي تُثري موائل الأسماك، وتزيد من احتباس المياه، وتحافظ على تدفّقها في أثناء الجفاف، كما تحسِّن نوعية المياه.
كما تعمل القنادس على تحسين موائل الأنواع النباتية والحيوانية على ضفاف النهر بشكل عام. وبالمثل فإن الذئاب تقدم فوائد بيئية كبيرة من خلال المساعدة على التحكم بشكل طبيعي في ذوات الحوافر الأصلية مثل الأيائل؛ إذ تسهل الذئاب إعادة نمو أنواع النباتات، وبالتالي يساعد ذلك على وجود مجتمعات نباتية وحيوانية متوازنة.
ولا يقدِّر البعض الفوائد البيئية للذئاب والقنادس، بينما يستخفون بالتأثيرات البيئية لرعي الماشية، على الرغم من أنها تمثل التهديد البيئي الأكثر شيوعاً؛ إذ يمكن لرعي الماشية أن يتسبّب في تدهور مجاري المياه والأراضي الرطبة، ويؤثر في أنظمة الحرائق، ويجعل من الصعب على الأنواع الخشبية، وخاصة الصفصاف، أن تتجدد.
وتؤكد الدراسة أن إعادة موائل القنادس طريقة فعالة من حيث التكلفة لإصلاح المناطق المجاورة للمجاري المائية المتدهورة، وأنه على الرغم من أن تلك المناطق تمثل أقل من 2 % من الأراضي في الغرب، فإنها توفر موطناً لنحو 70 % من أنواع الحياة البرية.
كما فوجئ الباحثون بالعدد الكبير للأنواع المهددة بالانقراض الموجودة غربي الولايات المتحدة، حيث تقلّص النطاق الحالي للذئب الرمادي في تلك الولايات الإحدى عشرة إلى نحو 14 % فقط من نطاقه التاريخي، وربما بلغ عددها في يوم من الأيام عشرات الآلاف.
(سيانتفيك أمريكان)